اختلف الناس في الحب فمنهم من قال هو اضطراري ليس للإنسان مخلص منه ولا نجاة ولا يستطيع الانسان ان يتحكم في
قلبه ويوقت متى يحب ومتى لا يحب , وانه سلطان يحتل القلب ويسيطر على كل تصرفات المرء فيتحكم في نومه واكله
وشرابه وتفكيره وتركيزه وفي سعادته وشقائه , وان الانسان مسير ا وليس نخيرا في هواه , يتبع محبوبه ويحاول
رضاه بكل امكاناته ويرى جمال الكون في طلعته ولذة الحياة في نظرته وسعادة العمر في بسمته والهناء في
رضاه والشقاء في غضبه وجفاه ,
قال ابن القيم : وقد فسر كثير من السلف قوله تعالى ( ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به ) بالعشق او هو من الاشياء
التي لا طاقة لنا بها
وقال بعضهم ان الحب اختياري وذكر ابن سينا وغيره انه مرض وسواسي يجلبه المرء الى نفسه بتسليط فكره على
استحسان بعض الصفات والشمائل
اذن الانسان هو المختار للعشق بتسليط فكره على شخص معين ذو صفات محببة وابقاء الفكر مدة طويلة تحت التركيز
على هذا الشخص
فمثلا لو تصور احدنا صورة معينة لأحد او احدى اعضاء منتدانا وهام بها حبا وسهر الليل يناجيها يمشي وصورتها
التي رسمها في خياله تلازمه ولا يكاد يتخلص منها يكتب لها الرسائل المشتعلة وينظم فيها القصائد الملتهبة ثم
يتقابلان تمهيدا للخطبة والزواج ولكنه لا يجد لها تطابق بينها وبين الصورة المرسومة في عقله بل هي صورة
مغايرة ومختلفة عن تلك الصورة التي هام بحبها هل يستطيع ان يتخلص من حبه او رآها ووجد تطابقا لها مع صورتها
التي في خياله بل هي اجمل منها ولكنه وجد فيه او فيها عيبا في المش او الكلام او الرائحة او الحمق او البله
هل يستطيع اقتلاع الحب من قلبه , فإذا قدر على ازالة الحب فهو قادر على السماح له بغزو قلبه
هل ما احببنا في ذلك الشخص هي شكله وصفاته ام احببنا ذاته
هل لو احب رجل امرأة حبا جنونيا ثم اكتشف فيها بعد الزواج كسلها او قذارتها او بلادتها او اهمالها مع ما تتمتع
به من جمال ساحر هل تستمر نار حبه في اشتعالها في قلبه والعكس صحيح وجدها امرأة متوسطة الجمال ولكنها
انثى بمعنى الكلمة , ذكية , ربة بيت ممتازة, تقرأ افكار زوجها , وتؤمن له اسباب الراحة , هل سيحبها
نرجع ونقول هل الحب للصفات ام للذات
اذن الناس مختلفة في الحب أهو اضطراري ام اختياري
وانتم ماذا تقولون؟